الفرق بين النفس والروح

الفرق بين النفس والروح لقد ذكرت الروح والنفس في القرآن الكريم في آياتٍ كثيرة، وقد تكلّم عنها العلماء المسلمون في معنى كلٍّ من الروح والنفس، فهناك من العلماء من ساوى بينهما واعتبرهما أمرًا واحدًا ومنهم من  فرّق بينهما وأعطى كلّ واحدةٍ منها معناها وصفاتها.

تعريف الروح

وأما عن تعريف الروح  في الاسلام فهو كما يلي:

• لقد عرّف الإسلام الروح على أنها من أعظم مخلوقات الله عز وجل وأكثرها أهميّة حيث ذُكرت في القرآن الكريم في الكثير من المواضع ومنها ذكر الله عزوجل:﴿ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ .
• ويعتبر من أهم أسباب تعظيم وتبجيل الروح أنه انفرد بعلم ماهيتها الله عز وجل ، فما زالت ماهيّة الروح مجهولة ولا يعلمها إلاّ الله.

تعريف النفس

وأما عن تعريف النفس لغة فهو كما يلي:

• والبعض فسرها بأنها قوّة تحيي الإنسان وتنهض به، أو أنها واحدة من وظائف الجهاز العصبي  ووضح البعض كلمة النفس بناءا على التذكير والتأنيث؛ فالنّفس مذكّرة ومؤنّثة في ذات الوقت وإذا قصدنا بها التذكير تكون بمعنى الروح وأما بالتأنيث يقصد بها إنسان بشكل كامل بروحه وجسده

الفرق بين تعريف النفس والروح في الفلسفة

الفرق بين النفس والروح  قد اختلف الكثير من الفلاسفة في تعريف الروح ومنها ما يلي:

النفس	الروح
فقد وجد الفلاسفة القدماء مثل بلاتو والكثير من المفكرين الدينيين أنّ النفس هي عبارة عن الروح الخالدة والتي تتخطى المادة.	فقد اعتبر أفلاطون بأن الروح هي المحرّك الأساسي للانسان وهي الأساس لكينونته؛ حيث اعتبر بأن الروح تتكون من ثلاثة أجزاء ألا وهي النفس والرغبة  والعقل  واعتقد بأن النفس هي المتطلبات العاطفية ، أما الرغبة فهي ما يتطلبه الجسد.
ولكن هناك فلاسفة أخرون مثل ديفيد هيوم رفضوا هذا المعنى الميتافيزيقي وعرفوا النفس بأنّها ليست أكثر من مجموعة من التصورات.	وضرب أفلاطون مثال العرب التي يقودها حصانان لكي يوضح هذا المعنى، فإن الذي يُحرّك الحصانين من وجهة نظره هما قوتا الرغبة والنفس وأما وظيفة العقل هنا حفظ التوازن للعربة.
تدل النفس في اللغة على الروح أو الجسد أو الدم  حيث اختلف في تفسيرها الثقافات ولم يصل أحدٌ إلى الآن إلى تفسير دقيق لمعنى النفس  فقد فسر البعض بأنها نشاط يميز ويفرّق الكائنات الحيّة عن غيرها.	ولكن أرسطو فقد اعتبر أنها هي محور الوجود الأساسي ولكن لم يعتبرها مستقلةً عن الجسد أو أنها عبارة عن شيئاً غير ملموس؛ ولكنه لم يعتبرها كينونةً مستقلة تسكن الجسد حيث اعتبرها ترادف الكينونة.
ولكن دانييل دانيت قد عرفها بأنّها مركز للجاذبية السلبية، وعلى الجانب الآخر فقد نظر إليها بعض الفلاسفة نظرةً أكثر جديةً وناقشوا بشكل مطول مجموعة كبيرة من الظواهر المهمة مثل الثقة بالنفس والتنظيم النفسي و الهوية الذاتية  والتطوير النفسي.	وبناءا على ما سبق فإن أرسطو قد أنكر خلود الروح.
لقد حاول رينيه ديكارت أن يثبت أن الروح توجد في منطقة محددة في الدماغز
ولكن إيمانويل كانت فقد أشار بأنّ مُحاولات الإنسان لكي يعرف ماهية الروح وفهمها ينطلق من محاولة عقله أن يصل إلى نظرةٍ شاملة حول طريقة التفكير، أي إنّ العقل الذي يُحاول الوصول لتفسير على أسسٍ عمليّة سوف يواجه الكثير من التساؤلات حول الأمور المجهولة.

مكونات مفهوم النفس

لقد تعددت نظريات الفلاسفة حول مكوّنات مفهوم النفس والتي تعتبر أحد نقاط الفرق بين النفس والروح، فمن أهم هذه المكونات ما يلي:

• نظرية الهوية الاجتماعية والتي رأت أن مفهموم النفس يتكون من مكونين رئيسيين وهما: الهوية الشخصية والهوية الاجتماعية.
• مقارنة بين النفس والروح  فإن الدكتور بروس أ. براكن عام 1992م قد اقترح  أنّ لمفهوم النفس ستة محاور محددة ومنها الاجتماعي وهي تدل على مقدرة الشخص على التفاعل مع الآخرين.
• الاختصاص: يدل الاختصاص على مقدرة الشخص على تلبية الحاجات الرئيسية.
• الأثر: هو الوعي والادراك بالعاطفة.
• المادي: هو ما يشعر به الانسان تجاه مظهره وحالته الجسدية وصحته وشكله العام.
• الأكاديمي: ألا وهو الفشل أو النجاح في الدراسة.
• العائلة: هو عبارة عن طريقة تفاعل الشخص داخل وحدة العائلة.
• ولكن الفيلسوف كارل روجرز فقد قال أن لمفهوم النفس ثلاث مكونات مختلفة، وهي الصورة الشخصية أو الكيفية التي يرى بها الشخص نفسه وربما قد لا تكون هذه الصورة مطابقة للحقيقة في بعض الأوقات.
• تقدير الشخص نفسه أو الثقة بالنفس.
• الشخص المثالية أو الصورة التي يطمح الانسان بأن يصل إليها. 

إدراك مفهوم النفس

الفرق بين النفس والروح إن لويس قد اقترح أن تطوير مفهوم النفس له جانبين أساسين وهما كما يلي:

• الذات الوجودية: تعتبر من أهم جزء للمخطط أو الفهم الذاتي، وهي تعبر عن الشعور بالإنفصالية والتميز والختلاف عن الآخرين والوعي بثبات النفس.
• الذات الفئوية: بعدما يدرك الشخص بأنه كائن منفصل عن العالم، يأتي الوعي بكونه هكذا جزء من العالم.

أسئلة وأجوبة تتعلق بالفرق بين النفس والروح

ما هي أنواع النفس؟

الفرق بين النفس والروح  هي أن هناك أنواع مختلفة للنفس وهي كما يلي:

• النّفس الأمّارة بالسّوء وهذه النّفس هي عبارة عن النّفس التي تدعو صاحبها لارتكاب الآثام وإتيان السّوء والمعاصي وعدم التعفف عن ذلك وهذه النّفس تعتبر عكس النّفس المطمئنة.
• النّفس المطمئنّة وهي عبارة عن النّفس الملتزمة بدينها, المؤمنة الصّادقة مع ربّها، التي لا تطمئنّ إلّا بالقرب من ربّ العزّة سبحانه وتعالى، وتستوحش بالبعد عن طريق الله عز وجل.
• النّفس اللّوامة وهي عبارة عن النّفس التي تكون وسطاً بين النّفس المطمئنة والنّفس الأمارة بالسّوء ويكون من أبرز صفات هذه النّفس: أنّها كثيرة العتاب واللوم إذا ما اقترفت الذّنوب أو أخطأت في حق الله تعالى.

ما هو رأي العلماء في الروح والنفس؟

وأما عن رأي العلماء في الفرق بين النفس والروح فهو كما يلي:

• قد يرى بعض العلماء بالرغم من الفرق بين النفس والروح إلا أنهم يعبران عن شيءٍ واحد.
• ولكن يوجد بعض العلماء الذين فرقوا بينهما في كون أنّ النّفس هي التي تتعلّق بشخصيّة الإنسان وما يجري عليها من سنن كونيّة من موتٍ وحياة ومرض وتكاليف شرعيّة ولكن الرّوح هي أكثر تعبيرًا عن المادّة التي تعطي الجسد الحياة ولا يعلم كونها إلا الله عز وجل.

هل هناك اختلاف بين الأديان والفلسفات حول الروح؟

نعم يوجد اختلاف بين الاديان والفلسفات حول تعريف الروح وهو كما يلي:

• يعتقد البعض بأن الروح مستقلةٌ استقلالاً تاماً عن الجسد ولا يوجد لها أيُّ ظهورٍ حسيّ أو جسديٍ ملموس.
• ويرى الآخرون أنَّ الروح تُغادر الجسد في حالتين هما الموت والنوم؛ فعند النوم تقبض الروح مع بقاء الجسد حيّاً ولكن في حالة الموت فتقبض الروح وتنتهي الحياة في الجسد.

وهنا قد وصلنا إلى خاتمة مقالنا عن الفرق بين النفس والروح نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم بعض المعلومات عن الفرق بين النفس والروح من ناحية اللغة والفلسفة  والفرق بين أنواع النفس والاختلاف بينهم من وجهة نظر الاديان السماوية والفلاسفة بصورة توضيحية ومبسطة.