الفرق بين علاج العصب وسحب العصب
فهرس محتويات الموضوع
الفرق بين علاج العصب وسحب العصب؛ في طب الأسنان يكمن في العديد من المواضع، ويمكن تعريف الإجرائين بشكل مبسط على أنهما طريقتان يمكن أن يتم استعمالهما من أجل علاج الكثير من مشكلات الأسنان، ولاسيما تلك التي تتعلق بالنخور السنية العميقة أو الالتهابات المرتبطة بالأعصاب السنية، وإن أغلب الناس لا يستطيعون التمييز بين النوعين، لذلك كان من الضروري أن نقدم لكم أهم المعلومات عن كلا النمطين من المعالجات، لكي يستطيع الفرد أن يميز بين كلا النوعين، وكي يناقش مع طبيب الأسنان أيهما أفضل بالنسبة لحالته، تابع معنا المقال التالي لتتعرف على أهم المعلومات حول هذين الإجرائين العلاجيين.
ما هو علاج العصب؟
علاج العصب هو إجراء في طب الأسنان يخفف الألم الناجم عن الأسنان المصابة أو الملتهبة، حيث أثناء الإجراء تتم إزالة اللب الملتهب، ويتم بعد ذلك تنظيف الأسطح داخل السن وتطهيرها، ووضع حشوة لإغلاق الفراغ، وتعد هذه الطريقة ضرورية عندما تغزو بكتيريا الفم اللب داخل أسنان الشخص، ويحدث هذا عادةً عندما يُترك التجويف أو التسوس دون علاج لفترة طويلة، ويمكن أن يحدث ذلك أيضاً في حالة تشقق السن أو تلفه بسبب صدمة خارجية.
الحالات التي ينصح بها علاج العصب
لفهم الفرق بين علاج العصب وسحب العصب لا بد من الإشارة إلى الحالات التي يعالجها كل منهما، فمثلاً هنالك العديد من الحالات التي يتم إجراء هذه الطريقة العلاجية أي علاج العصب في حال وجودها، وعلى الطبيب تحديد ضرورة القيام بها من عدمه، ولعل أبرز الحالات التي تستعمل هذه الطريقة فيها تتضمن ما يلي:
التهاب العصب
التهاب العصب السني أو ما يسمى أيضاً التهاب لب السن، هو حالة يصاب فيها لب الأسنان وهو النسيج الرخو داخل السن الذي يحتوي على الأعصاب والأوعية الدموية بالالتهاب والتهيج، ويمكن أن يحدث هذا بسبب تسوس الأسنان أو إصابة الأسنان أو مشاكل أخرى، وقد تشمل أعراض التهاب أعصاب الأسنان ألم الأسنان والحساسية لدرجات الحرارة الساخنة أو الباردة والتورم.
كسر أو تآكل السن العميق
في حال تعرض السن لكسر كبير أدى إلى فقد جزء ضخم منه يمكن أن يطلب هذا الإجراء من أجل إصلاح المشكلة، كذلك عندما يحصل تآكل في طبقات السن المختلفة مع مرور الزمن، نتيجة عدم الاهتمام بنظافة الأسنان وعدم استعمال فرشاة الأسنان بانتظام، فقد يلزم إجراء علاج العصب من أجل إصلاح المشاكل السابقة وعدم إحداث أي ألم.
تسوس الأسنان المتقدم
عندما تكون الأسنان في المراحل البدائية من التسوس فإنه يمكن أن لا يحصل أي ألم أو تأثير على السن، ولكن عندما يصبح تسوس الأسنان متقدم ومتطور، فقد يسبب العديد من الأعراض التي يكون الألم هو الرئيسي فيها، مما يدعو المريض إلى الذهاب إلى عيادة الطبيب، وعندها سينصحه بإجراء علاج العصب.
مراحل علاج العصب
إن لعلاج العصب العديد من الخطوات والإجراءات التي يجب أن يتم إجراؤها في كل معالجة بهذه الطريقة، كي يتم ضمان أن هذا الإجراء سوف يحقق النتائج المطلوبة بدون أن يحصل أية أضرار لدى الفرد، وإن أهم خطوات هذا الإجراء تتلخص في:
تشخيص الحالة وأخذ الصور الشعاعية
عندما يذهب الشخص إلى طبيب الأسنان، فإنه سوف يقوم بتشخيص إصابة السن، وسوف ينصح المريض بالقيام بهذا الإجراء وغالباً ما يتم التشخيص عن طريق فحص الفم بالأدوات المعتادة الموجودة على كل كرسي طبيب أسنان، لكن في بعض الحالات المعقدة وكي يتأكد الطبيب أن المريض بحاجة فعلاً إلى هذا الإجراء فقد يجري بعض الصور الشعاعية من أجل تأكيد تشخيص الحالة.
تنظيف القنوات اللبية وإزالة العصب
يقوم طبيب الأسنان بإزالة كل ما هو داخل قناة السن اللبية، التي هي عبارة عن الجزء المجوف من الأسنان والذي يحتوي على الأنسجة العصبية والأوعية الدموية والخلايا الأخرى التي تدعم السن، ويكون المريض تحت تأثير التخدير الموضعي، حيث يقوم طبيب الأسنان بعمل فتحة وصول صغيرة على سطح السن ويزيل الأنسجة المريضة والميتة بأدوات مخصصة.
ملء القنوات بمادة حاجزة واقية
بعد الخطوات السابقة يقوم طبيب الأسنان بتنظيف المنطقة المجوفة وتطهيرها، ثم يتم حشو السن بمادة شبيهة بالمطاط باستخدام مادة لاصقة لإغلاق القنوات بالكامل، وبعد الخطوات المذكورة سابقاً يموت السن، ولن يشعر المريض بأي ألم في تلك السن بعد الآن بسبب إزالة النسيج العصبي والتخلص من العدوى والالتهاب الموجود فيه.
إعادة بناء السن وتركيب التاج
هذه هي المرحلة الأخيرة وسيصبح السن الآن أكثر هشاشة مما كان عليه من قبل، ويحصل السن الذي لا يحتوي على لب أي تم إزالة أوعيته على غذائه من الرباط الذي يربط السن بالعظم، ومع مرور الوقت ستزداد هشاشة السن أكثر لذلك يوفر التاج والحشوة وإعادة تشكيل السن الحماية اللازمة، ويجب على المريض ألا يمضغ أو يعض على السن قبل انتهاء كافة الخطوات السابقة، وبمجرد الانتهاء من وضع التاج وحشو السن يمكن للشخص استخدام السن كما كان من قبل.
مزايا علاج العصب
لهذا الإجراء الطبي العديد من الفوائد التي يمكن أن يكتسبها الفرد عند القيام بها، ومن أبرز التأثيرات المفيدة لهذه الطريقة نذكر:
إبقاء السن في الفم
من خلال هذه الطريقة يتم الحفاظ على السن داخل الفم من خلال إصلاحه بدلاً من قلعه والتخلص منه، لأن القلع يترك مكان السن فارغاً مما يقلل من جمالية الفم من جهة، ومن ناحية أخرى قد يسبب مشاكل في مضغ الطعام مما يؤدي إلى حدوث عسر هضم أحياناً، بسبب نزول الكثير من قطع الطعام غير الممضوغة بشكل جيد إلى المعدة.
التخلص من الألم
إن التخلص من الإحساس بالألم يعتبر واحداً من الفوائد الرئيسية لهذا الإجراء، لأن الألم هو السبب الأساسي الذي يدعو للقيام بجميع الإجراءات العلاجية التي تتعلق بالأسنان، حيث يعمل علاج العصب على تخفيف وإزالة الألم الذي يسببه السن، ويعود الشخص إلى حياته الطبيعية سابقاً بدون أية آلام في الفم.
استعادة الوظيفة الطبيعية للسن
إن التهاب العصب أو تآكل السن يمكن أن يؤدي إلى حدوث الألم عندما يمضغ الشخص شيئاً ما على السن، لذلك فإن إصلاح السن عن طريق علاج العصب يؤدي إلى استعادة وظيفة السن الطبيعية أي يعود الشخص قادراً على المضغ بشكل جيد، بدون الإحساس بأية ألم أو إزعاج عند تناول الطعام.
ما هو سحب العصب؟
هو طريقة علاجية أخرى يمكن أن تستعمل في حال وجود التهابات متكررة ومزمنة لدى الشخص، أو بعد إجراء علاج العصب دون ملاحظة أية إفادة مع بقاء الألم موجوداً، حيث تعتبر هذه الطريقة أعقد من الطريقة السابقة لأنها تتضمن إزالة السن بشكل نهائي ثم إجراء عملية زراعة الأسنان، التي تعتبر إحدى العمليات الجراحية التي تتطلب العديد من التحضيرات، كذلك تعتبر من الطرق ذات التكلفة المادية الكبيرة نسبياً، لذلك لا يتم اللجوء إلى سحب العصب إلا في المراحل النهائية من العلاج.
الحالات التي ينصح بها سحب العصب
إن سحب العصب إجراء علاجي كبير، لذلك يجب أن يتعرف الفرد بشكل جيد وصحيح على الحالات التي تتطلبه، وهو غالباً ما يستعمل في المشكلات المعقدة التي لا يتم إيجاد حلول لها بالطرق الأخرى، ومن بين أهم حالات استخدام سحب العصب ما يلي:
الالتهابات الشديدة والمتكررة
من الممكن حدوث التهابات الأسنان الشديدة والمتكررة بسبب حالة تسمى خراج الأسنان، التي هي عبارة عن جيب من القيح يتشكل في السن أو اللثة بسبب عدوى بكتيرية، وقد تشمل أعراض خراج الأسنان ألماً شديداً في الأسنان وصعوبة في البلع أو التنفس، ويشمل علاج الالتهابات المتكررة في السن بداية المضادات الحيوية عن طريق الفم، لكن في حال عدم الاستفادة يتم إجراء سحب العصب وقلع السن.
تلف السن بشكل لا يمكن إصلاحه
قد يحصل هذا الأمر بسبب الإصابة بالتسوس الشديد الذي لا يمكن إصلاحه عن طريق الأساليب الأخرى، وفي أحيان اخرى يحدث نتيجة التعرض لحادث سير أو لكمة قوية أدت إلى فقدان جزء كبير جداً من السن، بحيث يصعب على طبيب الأسنان تعويض الجزء المفقود، وهذه الناحية تمثل الفرق بين علاج العصب وسحب العصب، حيث لا يفيد علاج العصب لذلك يتم اللجوء إلى سحب العصب، ويتم إزالة السن المكسور بشكل نهائي واستبداله بسن صناعي آخر.
مراحل سحب العصب
تتضمن عملية سحب العصب العديد من الخطوات، التي يمكن أن نلخص أهمها بما يلي:
تشخيص الحالة وأخذ الصور الشعاعية
الفرق بين علاج العصب وسحب العصب في هذه الناحية معدوم، فقبل البدء بأية علاج لا بد من إجراء التشخيص الصحيح للحالة المرضية التي تدعو للقيام بأية إجراء علاجي، ويتم هذا عن طريق زيارة طبيب الأسنان الماهر الذي يمكنه عن طريق رؤية الأسنان أن يشخص الحالة ويقوم بالبدء بالعلاج، وفي الحالات المعقدة والشديدة يمكن طلب صور الأشعة البسيطة للتشخيص.
إزالة السن المصاب
بعد الخطوات الروتينية السابقة، يتم إزالة السن المصاب عن طريق استخدام التخدير الموضعي للسن، وذلك لضمان عدم شعور المريض بأية آلام أو الإحساس بألم بسيط فقط أثناء القلع، ويتم بعد ذلك إزالته باستخدام أدوات خاصة، ويمكن في بعض الأحيان أن يطلب الطبيب من الشخص تناول الصادات الحيوية من أجل ضمان عدم حدوث التهاب مكانه.
تركيب زرعة السن أو جسر الأسنان
هذه المرحلة تعتبر أحد أنماط الفرق بين علاج العصب وسحب العصب، فبعد أن يتم إزالة السن المتضرر يتم القيام بعملية زراعة الأسنان، التي تعتبر إحدى الطرق المتطورة في عالم معالجة الأسنان من أجل تعويض تلك المفقودة بأية طريقة، حيث يتم زراعة سن جديد يكون له نفس وظيفة السن القديم بدون الإحساس بأية آلام أو انزعاج عند المضغ، وفي حال كان الشخص فاقداً لأكثر من سن فقد يتم إجراء جسر للأسنان بحيث يتم إعادة كافة الأسنان المفقودة لدى الشخص.
مزايا سحب العصب
لهذا الإجراء العديد من من المزايا التي يمكن أن تفيد الفرد على مستويات كبيرة، ونذكر من أهم المزايا:
التخلص من الآلام المستعصية
يمكن أن يتخلص الشخص من الألم السني الذي لا يستجيب على المعالجات الأخرى مثل مسكنات الألم التقليدية كالباراسيتامول، حيث يعمل هذا الإجراء على إزالة الألم المتعلق بالسن بشكل نهائي، ولا يعود إلا في حالات نادرة جداً.
توفير الألم والراحة للمريض
إن توفير الراحة للمريض والتخلص من الألم هو أحد الأهداف الرئيسية للمعالجات السنية، لأن الألم قد يصل إلى مراحل يمنع فيها المريض من النوم، مما يؤدي إلى عدم قدرته على أخذ قسط وافر من الراحة، مما يؤثر على أنشطته وحياته.
استبدال السن المصاب ببديل طبيعي
خلال سحب العصب استبدال السن المصاب والمتضرر بسن آخر صناعي، ويقوم بنفس وظائف السن الطبيعي الذي تم إزالته، لذلك يعتبر إجراء علاجي مميز ومهم في الكثير من الحالات.
أسئلة وأجوبة حول الفرق بين علاج العصب وسحب العصب
ما الفرق بين علاج العصب وسحب العصب؟
هنالك العديد من الفروقات بين الاثنين، وسبق وشرحنا لكم في مقالنا السابق حول هذين الإجرائين وكيف يتم القيام بكل واحد منهما على حدة، وفي نهاية مقالنا أيضاً سوف نذكر لكم بعض الفروقات الرئيسية بين هذين الإجرائين العلاجيين.
أيهما أفضل خلع الضرس أم سحب العصب؟
لا نستطيع الإجابة بشكل دقيق على مثل هذا السؤال، لأنه يعتمد بشكل كبير على حالة المريض وكذلك على مدى تأثر السن بالنخر، لذلك يترك أمر التقييم والإجابة بشكل دقيق على مثل هذا النمط من الأسئلة إلى الطبيب المتخصص في علاج الأسنان.
في ختام مقالنا حول الفرق بين علاج العصب وسحب العصب؛ نستنتج أن العلاج يعتمد على إصلاح السن القديم دون استبداله، بينما في السحب فيتم إزالة السن بشكل كامل وإعادة زراعة سن صناعي جديد، وكذلك من الفروق بينهما أنه يمكن استعمال علاج العصب في الحالات البسيطة التي ليست متقدمة بشكل كبير أي ليس هنالك تآكل سني كبير جداً يصعب علاجه، في حين أن السحب يعمل على علاج المشكلات الشديدة السابقة، كذلك في حال فقد قسم سني كبير يمكن أن يتم إزالته واستبداله بسن جديد. من أنماط الفرق بين علاج العصب وسحب العصب أيضاً التكلفة حيث أن علاج العصب يعتبر إجراء أقل تكلفة من سحب العصب. لا بد أن نؤكد لكم على ضرورة استشارة الطبيب من أجل اختيار الطريقة المناسبة لعلاج حالة الشخص، وننوه إلى أنه من اللازم العناية بالفم والأسنان، واتباع الإجراءات الوقائية من الأمراض السنية واللثوية المختلفة، مثل استخدام فرشاة الأسنان يومياً وكذلك معالجة النخور البسيطة قبل تطورها، لأن الاعتناء والمعالجة الباكرة لمشاكل الفم يمكن أن تمنع حدوث أية مضاعفات، وكذلك تساهم في منع تطور أية آلام للمريض.