الفرق بين الأساليب التربوية الثلاثة : الحزم المفرط – الدلع – الحنان والحزم معا

نري الآباء حائرين في اختيار الأسلوب التربوي لتنشئة أطفالهم، فمنهم من تعرض لقسوة وحزم مفرط في طفولته فنجده يرفض كل اشكال العنف، بل أحيانا والحزم ويغدق الدلال الزائد على اطفاله ظنا منه انه بذلك سيصل بهم لبر الأمان النفسي والتربوي، واخرين قد عاشوا الدلال المفرط في طفولتهم ف قرروا الا يكرروا مسيرة ابائهم مع أبنائهم وتطرقوا للحزم المفرط ليعلموا أطفالهم المسئولية والالتزام بالقواعد

ويبقي كلاهما رغم المحاولات يتساءل ما أفضل الطرق التربوية التي يستطيع من خلالها تربية انسان مسئول و واثق من نفسه ومتعاون وسوي نفسيا؟
لذا سنوضح الأساليب التربوية الثلاثة وندعك تقرر بنفسك ايهما الأنسب لك ولأطفالك ويحقق اهدافك التربوية.

1- التربية بالحزم المفرط

التربية بالحزم المفرط او ما يسمي اسلوب الثواب والعقاب: يري الآباء الذين يستخدمون هذا الأسلوب ان الطفل يجب ان يلتزم بالقواعد التي تم وضعها من قبلهم وان لم يلتزم فيتعرض للعقاب ليتعلم الالتزام واحترام الكبار

ويعتمد هذا الأسلوب على تحفيز السلوك الجيد بتقديم المكافئات (التعزيز) والعقاب على الأخطاء سواء بالحرمان من بعض المميزات او بالعنف كالضرب او الاهانات اللفظية ليعلم الطفل مدي سوء فعلته ويتجنب تكرارها.
ويعتقد الآباء المفضلون لهذا الأسلوب أن دورهم التربوي تقديم النصائح وخلاصة خبراتهم الحياتية لأبنائهم في شكل نصائح وأوامر وعلى الأبناء الطاعة لأباءهم والسير علي الطريق الذي يرسمه الاباء لانهم اكثر علما وخبرة والحقيقة ان إيجابيات هذا الأسلوب ستكون في منع السلوك السيء بشكل فوري والسيطرة على تصرفات الطفل وسهولة إقناعه في السنين الاولي من عمره والي ان يصل لمرحلة المراهقة؛ كذلك تعليم الطفل مهارات حياتية كالالتزام والتنظيم وحسن التخطيط والمسؤولية

وتظهر سلبيات هذا الأسلوب علي شخصية الطفل علي المدي البعيد قليلا وتحديدا بداية من سن المراهقة فالطفل الذي تربي بأسلوب العقاب ومحاولة السيطرة علي سلوكياته يجد صعوبة في الثقة بنفسه وبقراراته لأنه تعود علي تنفيذ الأوامر ولم يتعلم كيفية اتخاذ القرارات؛ فنجد هذا الطفل عندما يصبح مراهقا يختار الاستسلام وادمان إرضاء الاخرين او التمرد على الكبار حتى وان كانوا علي حق لكنه يدمن الاعتراض ليحقق.

2- أسلوب التساهل (الدلع)

يري الآباء المستخدمون لاسلوب الدلع والتساهل أن دورهم الأبوي يقتضي توفير الحماية للطفل وتذليل كل مصاعب الحياة امامه فلا يجب أن يعاني او يختبر أي حرمان أو شعور سيء في وجودهم.
ويعتمد هذا الأسلوب علي ترك مساحة واسعة من الحرية للطفل وتلبية رغباته واحترام آرائه.

ويتوقع الآباء المفضلون لهذا الأسلوب ان الطفل الذي يتربى بالتساهل والحنان سيمتثل للأوامر ويلتزم بالقواعد دائما بالمناقشة والاقناع وتقديم الحب غير المشروط له.
وايجابيات هذا الأسلوب أن الطفل يصبح محب ومسالم وواثق من نفسه يستطيع التعبير عن رأيه كذلك يمكنه الاستمتاع بأبسط الأشياء
اما عن سلبيات هذا الأسلوب التربوي ان الطفل يصبح:

  • غير مسؤول لان اعتماده بالكامل على والديه
  • هش نفسيا لا يستطيع تحمل الرفض او الفشل
  • يوجه جهوده لإقناع الاخرين بتقديم خدمات خاصه له بدلا من تحمل مسئولية نفسه
  • كذلك لا يمكنه اتخاذ القرارات.

3- التربية الإيجابية (الحزم والحنان معا)

يري الاباء المستخدمون لهذا الأسلوب ان من حق الطفل الحصول على الحب الغير مشروط لكن يجب موازنة الامر ببعض الحزم لضبط سلوكياته، ويعتمد هذا الأسلوب علي حق الطفل في الحصول على الاحترام والحب، كذلك واجب على الاباء استخدام الحزم لتقويم سلوكياتهم لكن دون عنف او أذى نفسي (اهانات لفظية) او جسدي (الضرب والعنف الجسدي بأنواعه)

ويعتقد الاباء المتبعون هذا الأسلوب التربوي ان حبهم لأبنائهم لا يعني تدليلهم طوال الوقت، كذلك سلطتهم الابوية لا تعطيهم الحق في إهانة أطفالهم او تعنيفهم، انما يتمثل دورهم في ترك مساحة من الحرية للطفل للتعبير عن رأيه وتقديم اختيارات له حسب عمره وحسب الموقف وان يتحمل الطفل نتائج اختياراته أيا كانت، كذلك تقبل مشاعره إيجابية كانت او سلبية

وتكمن إيجابيات هذا الأسلوب في:

  • تربية انسان مسئول
  • قادر علي اتخاذ القرارات
  • لديه شعور بقيمته وثقه بنفسه
  • واعي بنتائج اختياراته
  • مرن
  • متعاطف

ولا ننسي الأثر الطيب علي علاقة الطفل بأهله
وتكمن سلبياته في صعوبة تنفيذه لأنه يشبه لغة جديدة لا يتحدثها الآباء بشكل تلقائي انما عليهم تعلمها من جديد وبذل وقت وجهد لتعلم ادواتها حتى يتقنوها.

الفرق بين اساليب التربية
الفرق بين اساليب التربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى